هذا هو عنوان الكتاب الذي صدر مؤخرا للدكتور محمد عالي خنفر أستاذ الأدب العربي بجامعة الحسن الثاني المحمدية بالدار البيضاء ، وقد أقامه على جزء من رسالته التي نال عليها درجة دكتوراه الدولة عام 2001 م وهي بعنوان نسقية الشعر العربي .
وقد تفضل سعادته بإهدائي نسختين من هذا الكتاب : إحداهما ورقية ، والأخرى إلكترونية لإنزالها في موقع العروض العربي حتى يتسنى لعدد أكبر من المهتمين الاطلاع عليها ، وقد استقرت في مكانها قسم الكتب ، وهي الآن على هذا الرابط :
http://www.arabic-prosody.150m.com/hwafer5.htm
ليس لدي من تعليق ، بعد أن أخذت هذه الرسالة الأكاديمية حقها من المناقشة والتقييم اللذين يليقان بها ، إلا أن أقول : إن باب الاجتهاد في علم العروض لم يقفل بعد ، وآمل ألا يقفل ، بأي من محاولات الاستدراك التي ظهرت بعد الخليل ؛ مما يغني مجال البحث في هذا العلم ويعد مؤشرا للدلالة على حيوية الفكر العربي وحصانته من الجمود .
وكنت سأعرض لهذا الكتاب لولا أني وجدت الكاتب قد تكفل بذلك حين عرفني على هذا العمل المبتكر قبل أشهر من إتمام طباعة هذا الكتاب ، فارتأيت أن أنقله حرفيا في ما يلي :
"تنبني هذه النظرية على أساس عمل الخليل بن أحمد الفراهيدي في عروض الشعر العربي، لكن من موقع أخذ الأساس الجوهري في إيقاع الشعر العربي، وإهمال ما ليس كذلك، وهذاالعمل أدى إلى تبسيط عروض الشعر العربي بشكل كبير، والتخلص من كل تعقيداته، وخاصة ما يتعلق بالزحافات والعلل وكل مصطلحاتها...وذلك باعتماد المبادرئ الأساسية التالية: 1) الانطلاق من نواتين صوتيتين: صامتة"ساكن"، وصائتة"متحرك". 2)أربع وحدات إيقاعية مزدوجة:أ)الوحدات الإيقاعية المجردة، وهي أربعة:فن، وهي تقابل سببا خفيفا، ويرمز لها برقم عددي واحد(1)، فعن،وهي تقابل الوتد المجموع، ويرمز لها برقم اثنين(2). فعلن، وهي تقابل الفاصلة الصغرى، ويرمز لها برقم ثلاثة(3). فعلتن، وهي تقابل الفاضلة، أو الفاصلة الكبرى، ويرمز لها برقم أربعة(4). ب)الوحدات الإيقاعية المضاعفة، وهي أربعة أيضا لكنها مضاعفة الساكن في آخرها، ويرمز لها بنفس الأرقام الأربعة السابقة لكن فوقها سكون صغير هكذا: (°4,°3,°2,°1)، والفرق بين الوحدات المجردة، والوحدات المضاعفة أن الوحدات المجردة هي التي تشكل عمود الشعر العربي، وتقع في أي موقع من تشكيلة البيت أو الشطر الشعري، وهي كثيرة في الشعر العربي، يمكن أن تصل نسبتها إلى أكثر من تسعين 90 بالمائة، أما الوحدات المجردة فهي قليلة في الشعر العربي، ويقتصر وجودها على التقفية في نهايات الأشطر الشعرية.وتتميز هذه الوحدات بنوعيها المجرد والمضاعف أنها لا تقبل التغيير في بنياتها المكونة لها بأي وجه كان، ومن ثم فهي ترفض أن تخضع للزحافات والعلل بصفة مطلقة ونهائية. 3) الأنساق الشعريةوتشكيلاتها الإيقاعية هي كل تركيبةبين وحدتين إيقاعيتين فأكثر في نسق معين، وينتج عن هذا التركيب جميع البحور الشعرية الستة عشر وجميع تشكيلاتها المختلفة، كما ينتج عنها بحور أخرى غير مستعملة أو مهملة. 4) الضوابط الإيقاعية الشعرية: تحتاج الأنساق الشعرية، أي البحور، وتشكيلاتها المختلفة إلى مجموعة من الضوابط الإيقاعية الأساسية، وقد تم حصرها في خمسة ضوابط، وهي: أ) اعتماد تشكيلة إيقاعية شعرية، وهي تقابل سطرا/أو شطرا شعريا في أي نسق من الأنساق، مثل قول الشاعر: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل* بسقط الوى بين الدخول فحومل* تقطيعه: قفا/ نب/ كمن/ ذك/رى// حبي/بن/ ومن/زلي* بسق/طل/ لوى/ بي/ند// دخو/لفحو/مل ترقيمه:12/112//12/22*12/112//232 ب) اعتماد دور إيقاعي واحد فأكثر، والدور الإيقاعي هنا يعتبر عنصرا جديدا في الدراسات الشعرية، وهو الوحدة الجوهرية التي يتأسس عليها النص الشعري، كيفما كان نوعه، ومهما كان حجمه، وهو يمكن أن يقابل تفعيلةعروضية واحدة ويمكن أن يقابل سطرا شعريا كاملا، والبيت السابق يتكون كل شطر فيه من دورين اثنين:فالدور الأول هو11212 والدور الثاني 2212، والثالث هو مثل الأول، والدور الرابع هو232، وهكذا يمكن أن نطبق الأمر على جميع البحور الشعرية وعلى جميع تشكيلاتها الإيقاعية بدون استثناء، غير أن مقادير الأدوار تختلف بين كل نسق وآخر، وبين كل تشكيلة وأخرى، منها ما هو مبني على دور واحد مثل بحر السريع، ومنها ما هو مبني على دورين مثل الطويل، ومنها ما هو مبني على ثلاثة أدوار مثل الكامل والرجز، ومنها ما هو مبني على أربعة أدوار مثل المتقارب.. ج) اعتمادالاتساق البنيوي بين الأدوار الإيقاعية المشكلة للنص الشعري، بما فيه الموشحات أيضا.. د) ضرورة التحول الإيقاعي بين المكونات الإيقاعية للأدوار، غير أن التحول هنا لا يعني أبدا الزحافات والعلل، لكونها مرفوضة، بسبب أنها وسائل غير إيقاعية بالمعنى الدقيق للكلمة، وإنما هي عناصر دخيلة على الإيقاع وفدت إليه من علمي الصرف والنحو ، ولذلك فإن المقصود بالتحول هنا التنويع الإيقاعي الفني، وهو يتم بإبدال وحدتين إيقاعيتين، أو ثلاث وحدات إيقاعية، بوحدة إيقاعية واحدة، لوجود علاقةاتساق بين الطرفين المبدلين. ه) التواتر الدوري، بمعنى أن الأدوار لا بد لها من أن تتواتر على امتداد النص الشعري. هذه هي الضوابط الجوهرية التي ينبغي أن يتأسس عليها عروض الشعر العربي، وكل شعر لا يوظفها لا يمكن أن يحسب على الشعر وإنما مجاله النثر بجميع أشكاله. ويتأسس على هذه المبادئ أن البحور الشعرية كلها مركبة تركيبا مختلفا بين البسيط والمعقد، وأنه لا وجود لما يسمى بالبحور الصافيةحسب تعبير نازك الملائكة، أو وحيدة الصورة حسب تعبير كمال أبو ديب، كما أنه لا وجود لما سمي بقصيدة النثر، بل لا وجود لما سمي بالشعر الحر أيضاإلا في الخيال فقط. كما يتعين على الدارسين لإيقاع الشعر العربي أن يعيدوا قراة الشعر بمنظور علمي جديد. وبالمناسبة فإن هذه الضوابط الإيقاعية مأخوذة أساسا من الدوائر العروضية باعتبارها ضوابط لإيقاع الشعر العربي، ليس إلا.وتلك هي وظيفتها الأساسية والوحيدة. هذا مجمل مختصر لنظرية التشكيلات الإيقاعية في الشعر العربي، التي كانت موضوع أطروحة دكتوراة الدولة المقدمة بتاريخ 06 يوليو سنة 2001 بكلية الآداب ابن مسيك بجامعة الحسن الثاني المحمدية بالدار البيضاء، وعسى أن تسمح الظروف بإعطاء المزيد من التفاصيل حول هذه النظرية. وشكرا على اهتمامكم، والله ولي التوفيق
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخوكم:البرواز
وقد تفضل سعادته بإهدائي نسختين من هذا الكتاب : إحداهما ورقية ، والأخرى إلكترونية لإنزالها في موقع العروض العربي حتى يتسنى لعدد أكبر من المهتمين الاطلاع عليها ، وقد استقرت في مكانها قسم الكتب ، وهي الآن على هذا الرابط :
http://www.arabic-prosody.150m.com/hwafer5.htm
ليس لدي من تعليق ، بعد أن أخذت هذه الرسالة الأكاديمية حقها من المناقشة والتقييم اللذين يليقان بها ، إلا أن أقول : إن باب الاجتهاد في علم العروض لم يقفل بعد ، وآمل ألا يقفل ، بأي من محاولات الاستدراك التي ظهرت بعد الخليل ؛ مما يغني مجال البحث في هذا العلم ويعد مؤشرا للدلالة على حيوية الفكر العربي وحصانته من الجمود .
وكنت سأعرض لهذا الكتاب لولا أني وجدت الكاتب قد تكفل بذلك حين عرفني على هذا العمل المبتكر قبل أشهر من إتمام طباعة هذا الكتاب ، فارتأيت أن أنقله حرفيا في ما يلي :
"تنبني هذه النظرية على أساس عمل الخليل بن أحمد الفراهيدي في عروض الشعر العربي، لكن من موقع أخذ الأساس الجوهري في إيقاع الشعر العربي، وإهمال ما ليس كذلك، وهذاالعمل أدى إلى تبسيط عروض الشعر العربي بشكل كبير، والتخلص من كل تعقيداته، وخاصة ما يتعلق بالزحافات والعلل وكل مصطلحاتها...وذلك باعتماد المبادرئ الأساسية التالية: 1) الانطلاق من نواتين صوتيتين: صامتة"ساكن"، وصائتة"متحرك". 2)أربع وحدات إيقاعية مزدوجة:أ)الوحدات الإيقاعية المجردة، وهي أربعة:فن، وهي تقابل سببا خفيفا، ويرمز لها برقم عددي واحد(1)، فعن،وهي تقابل الوتد المجموع، ويرمز لها برقم اثنين(2). فعلن، وهي تقابل الفاصلة الصغرى، ويرمز لها برقم ثلاثة(3). فعلتن، وهي تقابل الفاضلة، أو الفاصلة الكبرى، ويرمز لها برقم أربعة(4). ب)الوحدات الإيقاعية المضاعفة، وهي أربعة أيضا لكنها مضاعفة الساكن في آخرها، ويرمز لها بنفس الأرقام الأربعة السابقة لكن فوقها سكون صغير هكذا: (°4,°3,°2,°1)، والفرق بين الوحدات المجردة، والوحدات المضاعفة أن الوحدات المجردة هي التي تشكل عمود الشعر العربي، وتقع في أي موقع من تشكيلة البيت أو الشطر الشعري، وهي كثيرة في الشعر العربي، يمكن أن تصل نسبتها إلى أكثر من تسعين 90 بالمائة، أما الوحدات المجردة فهي قليلة في الشعر العربي، ويقتصر وجودها على التقفية في نهايات الأشطر الشعرية.وتتميز هذه الوحدات بنوعيها المجرد والمضاعف أنها لا تقبل التغيير في بنياتها المكونة لها بأي وجه كان، ومن ثم فهي ترفض أن تخضع للزحافات والعلل بصفة مطلقة ونهائية. 3) الأنساق الشعريةوتشكيلاتها الإيقاعية هي كل تركيبةبين وحدتين إيقاعيتين فأكثر في نسق معين، وينتج عن هذا التركيب جميع البحور الشعرية الستة عشر وجميع تشكيلاتها المختلفة، كما ينتج عنها بحور أخرى غير مستعملة أو مهملة. 4) الضوابط الإيقاعية الشعرية: تحتاج الأنساق الشعرية، أي البحور، وتشكيلاتها المختلفة إلى مجموعة من الضوابط الإيقاعية الأساسية، وقد تم حصرها في خمسة ضوابط، وهي: أ) اعتماد تشكيلة إيقاعية شعرية، وهي تقابل سطرا/أو شطرا شعريا في أي نسق من الأنساق، مثل قول الشاعر: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل* بسقط الوى بين الدخول فحومل* تقطيعه: قفا/ نب/ كمن/ ذك/رى// حبي/بن/ ومن/زلي* بسق/طل/ لوى/ بي/ند// دخو/لفحو/مل ترقيمه:12/112//12/22*12/112//232 ب) اعتماد دور إيقاعي واحد فأكثر، والدور الإيقاعي هنا يعتبر عنصرا جديدا في الدراسات الشعرية، وهو الوحدة الجوهرية التي يتأسس عليها النص الشعري، كيفما كان نوعه، ومهما كان حجمه، وهو يمكن أن يقابل تفعيلةعروضية واحدة ويمكن أن يقابل سطرا شعريا كاملا، والبيت السابق يتكون كل شطر فيه من دورين اثنين:فالدور الأول هو11212 والدور الثاني 2212، والثالث هو مثل الأول، والدور الرابع هو232، وهكذا يمكن أن نطبق الأمر على جميع البحور الشعرية وعلى جميع تشكيلاتها الإيقاعية بدون استثناء، غير أن مقادير الأدوار تختلف بين كل نسق وآخر، وبين كل تشكيلة وأخرى، منها ما هو مبني على دور واحد مثل بحر السريع، ومنها ما هو مبني على دورين مثل الطويل، ومنها ما هو مبني على ثلاثة أدوار مثل الكامل والرجز، ومنها ما هو مبني على أربعة أدوار مثل المتقارب.. ج) اعتمادالاتساق البنيوي بين الأدوار الإيقاعية المشكلة للنص الشعري، بما فيه الموشحات أيضا.. د) ضرورة التحول الإيقاعي بين المكونات الإيقاعية للأدوار، غير أن التحول هنا لا يعني أبدا الزحافات والعلل، لكونها مرفوضة، بسبب أنها وسائل غير إيقاعية بالمعنى الدقيق للكلمة، وإنما هي عناصر دخيلة على الإيقاع وفدت إليه من علمي الصرف والنحو ، ولذلك فإن المقصود بالتحول هنا التنويع الإيقاعي الفني، وهو يتم بإبدال وحدتين إيقاعيتين، أو ثلاث وحدات إيقاعية، بوحدة إيقاعية واحدة، لوجود علاقةاتساق بين الطرفين المبدلين. ه) التواتر الدوري، بمعنى أن الأدوار لا بد لها من أن تتواتر على امتداد النص الشعري. هذه هي الضوابط الجوهرية التي ينبغي أن يتأسس عليها عروض الشعر العربي، وكل شعر لا يوظفها لا يمكن أن يحسب على الشعر وإنما مجاله النثر بجميع أشكاله. ويتأسس على هذه المبادئ أن البحور الشعرية كلها مركبة تركيبا مختلفا بين البسيط والمعقد، وأنه لا وجود لما يسمى بالبحور الصافيةحسب تعبير نازك الملائكة، أو وحيدة الصورة حسب تعبير كمال أبو ديب، كما أنه لا وجود لما سمي بقصيدة النثر، بل لا وجود لما سمي بالشعر الحر أيضاإلا في الخيال فقط. كما يتعين على الدارسين لإيقاع الشعر العربي أن يعيدوا قراة الشعر بمنظور علمي جديد. وبالمناسبة فإن هذه الضوابط الإيقاعية مأخوذة أساسا من الدوائر العروضية باعتبارها ضوابط لإيقاع الشعر العربي، ليس إلا.وتلك هي وظيفتها الأساسية والوحيدة. هذا مجمل مختصر لنظرية التشكيلات الإيقاعية في الشعر العربي، التي كانت موضوع أطروحة دكتوراة الدولة المقدمة بتاريخ 06 يوليو سنة 2001 بكلية الآداب ابن مسيك بجامعة الحسن الثاني المحمدية بالدار البيضاء، وعسى أن تسمح الظروف بإعطاء المزيد من التفاصيل حول هذه النظرية. وشكرا على اهتمامكم، والله ولي التوفيق
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخوكم:البرواز